المعيار رقم 9

كل ما تحتاج معرفته عن المعيار الدولي للتقارير المالية رقم 9 (IFRS 9): الأدوات المالية

المعيار الدولي للتقارير المالية رقم 9 (IFRS 9) هو أحد أهم المعايير المحاسبية الصادرة عن مجلس معايير المحاسبة الدولية (IASB)، ويُعنى بكيفية الاعتراف وقياس وتصنيف الأدوات المالية. جاء هذا المعيار ليحل محل المعيار السابق IAS 39، حيث سعى إلى تبسيط المعالجة المحاسبية وتقليل التعقيدات التي كانت موجودة سابقًا، كما استجاب بشكل مباشر للأزمة المالية العالمية عام 2008، التي كشفت عن ضرورة تعديل طريقة معالجة المخاطر الائتمانية وتوقع الخسائر.

أهداف المعيار IFRS 9

• تحقيق تصنيف واضح وبسيط للأدوات المالية.
• تطبيق نموذج الخسائر المتوقعة بدلاً من الخسائر المتحققة لتحسين التنبؤ بالمخاطر الائتمانية.
• توفير إطار عمل متسق لقياس الأدوات المالية والاعتراف بها.
• زيادة الشفافية والثقة في البيانات المالية المعروضة للمستخدمين.

المجالات التي يغطيها المعيار IFRS 9

يغطي هذا المعيار ثلاث ركائز رئيسية:

1. تصنيف وقياس الأدوات المالية

يقسم المعيار الأدوات المالية إلى ثلاث فئات رئيسية حسب طريقة القياس:

• التكلفة المطفأة (Amortized Cost): للأدوات التي تُحتفظ بها بهدف تحصيل التدفقات النقدية فقط.
• القيمة العادلة من خلال الربح أو الخسارة (FVTPL): وتشمل الأدوات التي لا تستوفي شروط التصنيف في الفئتين الأخريين.
• القيمة العادلة من خلال الدخل الشامل الآخر (FVOCI): للأدوات التي تُحتفظ بها لتحصيل التدفقات النقدية وبيع الأصل.

يعتمد التصنيف على نموذج عمل المنشأة وخصائص التدفقات النقدية للأداة المالية.

2. انخفاض القيمة (Impairment)

تم استبدال نموذج الخسائر المتحققة في IAS 39 بنموذج الخسائر الائتمانية المتوقعة (Expected Credit Losses - ECL) في IFRS 9، ويُطبّق هذا النموذج على:

• القروض
• الحسابات المدينة التجارية
• السندات
• أصول مالية أخرى

ينقسم نموذج الخسائر الائتمانية إلى 3 مراحل:

1. المرحلة الأولى: يتم الاعتراف بخسائر ائتمانية متوقعة لمدة 12 شهرًا.
2. المرحلة الثانية: يتم الاعتراف بالخسائر الائتمانية المتوقعة طوال مدة العقد في حال حدوث تدهور كبير في الجدارة الائتمانية.
3. المرحلة الثالثة: إذا أصبح الأصل المالي متعثرًا، يتم تسجيل خسائر مدى الحياة مع الاعتراف بالعوائد المحصلة بناءً على صافي القيمة الدفترية.

3. التحوط المحاسبي (Hedge Accounting)

يسعى IFRS 9 لتقريب المحاسبة من إدارة المخاطر الفعلية، حيث يسمح بتوسيع نطاق الأدوات المالية التي يمكن أن تُستخدم في التحوط، ويعزز الترابط بين محاسبة التحوط والاستراتيجيات الاقتصادية.

أمثلة عملية مبسطة

مثال 1: تصنيف أداة مالية

شركة تمتلك سندات حكومية وتعتزم الاحتفاظ بها حتى تاريخ الاستحقاق لتحصيل الفوائد. هنا، تصنّف الأداة على أنها تكلفة مُطفأة لأنها تحقق شرط "التدفقات النقدية فقط".

مثال 2: انخفاض القيمة لحساب عميل

شركة لديها حسابات مدينة تبلغ 100,000 دولار، وتوقعت خسارة قدرها 5% نتيجة احتمال عدم السداد. بناءً على IFRS 9، يتم إثبات مخصص انخفاض بقيمة 5,000 دولار في القوائم المالية.

مزايا تطبيق IFRS 9

• تقديم معلومات أكثر دقة حول المخاطر المالية.
• رفع مستوى التنبؤ بالخسائر المستقبلية.
• تعزيز الشفافية والثقة لدى المستثمرين والمستخدمين للقوائم المالية.
• المرونة في استخدام أدوات التحوط المعقدة.

تحديات التطبيق

• صعوبة تقدير الخسائر المتوقعة بشكل دقيق، خاصة للشركات الصغيرة.
• الحاجة إلى تطوير أنظمة مالية لتحليل الجدارة الائتمانية.
• تدريب المحاسبين وفرق التمويل على فهم النموذج الجديد.

خلاصة

يُعد المعيار الدولي IFRS 9 نقلة نوعية في المحاسبة عن الأدوات المالية، حيث يهدف إلى جعل البيانات المالية أكثر واقعية وقربًا من إدارة المخاطر الفعلية. يساعد هذا المعيار في تحسين جودة المعلومات المالية ويمنح المستخدمين رؤية أوضح للواقع المالي للمنشأة.

الكلمات المفتاحية (SEO Keywords)

المعيار الدولي رقم 9، IFRS 9، الأدوات المالية، انخفاض القيمة، محاسبة التحوط، خسائر الائتمان المتوقعة، تصنيف الأدوات المالية، القوائم المالية، التقارير المالية الدولية، شرح IFRS 9